"ان كنا غير امناء فهو يبقى أمينا لن يقدر ان ينكر نفسه " ( 2 تيمو 2 :13)
رغم ان انا بتغير دايما انت امين مبتتغيرش
وعدك صادق لما بتوعد عن وعدك انت مبترجعش
ان هاتان الاية والترنيمة تذكرانى بأمانة الله الدائمة مهما كانت حالتىنا وعدم أمانتنا فالله يبقى دائما امينا. كما يقول الكتاب عدم أمانتنا لا تبطل أمانة الله ,وفى الحقيقة امانة الله هذه تذكرنى بموقفه مع ابراهيم عندما ذهب وانتقل ألى ارض الجنوب وسكن بين قادش وشور وتغرب فى جرار- وقال لسارة امرأته قولى انك اختى حتى لايميتونى .(اى ان تكذب )ويمكن ان يقول احدكم ان ابراهيم لم يكذب لان سارة بالفعل اخت ابراهيم ولكن الكذب هنا يتضح فى أنه أراد أخفاء كون سارة أمرأة له ونتيجة لهذه الكذبة أوشك ابيمالك على أن يميت نفسه واهله لانه اخذ سارة امراة ابراهيم زوجة له (وهذه خطية ناتجة عن كذب ابراهيم )
وقال الله لابيمالك رد سارة الى ابراهيم زوجها وهو ايضا نبى فيصلى لاجلك فتحيا .ففعل ابيمالك ليس هكذا فقط بل ايضا اعطى غنما وبقرا وعبيدا واماء واعطاها لأبراهيم .وقال له اختر مايحسن فى عينيك من الارض لتسكن فيه وبالنهاية صلى ابراهيم من اجل ابيمالك
" فصلى ابراهيم الى الله . فشفى الله ابيمالك وأمرأته وجواريه فولدن " تك 20 :17
وهنا نرى بوضوح أمانة الله التى لاتتوقف على عدم أمانتنا فالله استجاب سريعا لصلاة ابراهيم رغم انه اخطأ اليه وكذب بخصوص سارة فالله لاينظر لنا من وجهة نظرنا ولا يعاملنا عين بعين وانما رحمته الكبيرة تستطيع ان تسع اخطأنا مهما كانت كثيرة ولكن ينتظر توبتنا ورجوعنا اليه فالله اعطى نعمة لابراهيم فى عينيه وفى عين ابيمالك ايضا .
ايضا نرى ان االموهبة التى عند ابراهيم (وهى الصلاة بأيمان ) استخدمت لبركة ومنفعة الآخرين (شفاء العواقر ليلدن) رغم ان سارة امرأته مازلت عاقر ,لذلك اعلم هذا ان المواهب المعطاة لك من قبل الله لابد ان تستخدمها لمنفعة الاخرين فلا يعطيها الله لك لمنفعتك الشخصية ولا لكى تدفنها بل ان تبارك بها اخرين وتعينهم ,كما نرى القديس بولس ايضا كان يشفى كثيرين وكثيرين ولكن لم يستطع شفاء نفسه ,وهذا يعنى ان نقص شئ عندى لايعوقنى عن ان اطلبه لغيرى بل العكس صحيح
والله يحفظ هذا فاذا طلبت شيئا لاخوك لم يكن عندك سوف ينظر الله ويعطيك انت وهو الشئ الذى تطلبه فيقول احد الاباء قصة صغيرة بخصوص صلاتنا للآخرين ويحكى :: اذا جاء احد أطفال مدارس الآحد الى خادم مدارس الأحد يطلب منه صليب او هدية ليعطيه لاخيه فرد الفعل الطبيعى الذى سيفعله الخادم هو ان يعطى هديتان واحدة لمن جاء ليطلب والاخرى لاخيه , فكم وكم صلاتنا لله .
(بعد هذا اعطى الله اسحق لإبراهيم) فالله لن يتراجع عن وعده فقد وعد سابقا ابراهيم بنسل يأتى منه وها هو يحقق وعده رغم خطأ ابراهيم امامه. فالله لاينظر الى موقف معين , او مثلا خطية واحدة تجعله يتراجع عن كلامه ووعوده فالله لا ينسى كوننا بشر واننا نخطئ وغير كاملين فقد نظرالى حياة ابراهيم البارة امامه وتذكر عشرتهم سويا, ايضا لاتنسى ان امانة الله غير محدودة (لا تقل أنى أجازى شرا. انتظر الرب فيخلصك ) "ام 20 : 22 " فالبعض يعتقد ان الله يقف لنا بالمرصاد ليعاقبنا , أويمنع عنا خيرا بسبب شرا فعلناه ولكن الله امين ما وعد به سيفعله ولكن سر أمامه كما يليق بأمانة حسب طاقتك فلا يتركك ويفى بوعده لك ويخلصك .