هل مراْه نفسك صادقه؟؟؟

قولي لي يا مرايتي من هي الأجمل أنا أم بياض الثلج ؟؟؟ ...كلمات هذه القصة التي ترددت كثيرا علينا و نحن أطفال و الآن نرددها لأطفالنا ...كلمات تطرح أسئلة

فلو أجابتك مرآة نفسك أن فلان هو اجمل منك ..أنجح منك ..أحسن منك ...فما هي ردت فعلك ؟
أعتقد يا أخوتي ومع الأسف أن ردت فعل الكثيرين في هذا الأمر هي التقليد و التزوير في شخصياتنا و أشكالنا ...تبدأ في محاولة تقليد شكل هذا الشخص الأمثل في نظرنا إن كان باللباس أو المكياج أو تسريحة الشعر أو النظارات أو ....وقد ينتهي الموضوع في بعض الأحيان إلى عمليات تجميل ليس لها غاية سوى تغيير الشكل إلي شخصية معروفة

لماذا هذا التزوير و التزييف ؟؟إنه بالحقيقة نابع من فراغ داخلي من شعور بالنقص و عدم الإكتفاء..ومع الأسف لا نكون على علم أن هذا الفراغ لا يملأه سوى الله ...
جميعنا يعرف قصة أحد المشاهير الذي ملك الكثير من الأموال و الشهرة و كل ما قد يتمناه الإنسان و لكنه انتحر وكتب قبيل انتحاره على ورقة صغيرة " أشعر بفراغ كبير بداخلي..."

لنعلم يا اخوتي أن الله يحبنا كما نحن و يريدنا كما نحن ولنعلم ان الجمال فينا يكمن في صورتنا التي على صورة الله ..و الجمال فينا هو في نعمة الخلاص بالفداء التي نلناها من الله ...إذا المطلوب ليس تغيير الشكل و إنما أن تغيرنا نعمة الله لنتجه إلى الرب ..لنعود إلى أحضانه ..
فالمهم يا أخوة هو الصورة و ليس الإطار..فمهما حاولنا تغيير الإطار فإن الصورة هي نفسها و قيمتها في مضمونها بالرغم من تعدد البراويز واختلاف أشكالها...

لننتبه جميعنا لأنه لو دققنا النظر فإن النقود الحقيقية هي التي تصمد وتنجح في اختبارها عبر آلات التزويير و أما النقود المزيفة فهي التي لا تثبت و نهايتها تكون في النار للحرق
و هكذا نحن لننتبه حتى لا نزييف في ذواتنا لأن الأمر يقود الى الحرق
ولنكون واثقين من حب الله لنا و تميزنا في نظره فالله لا يطلب منا أن نكون مثل فلان و فلان و إلا فإن الأمر سيسبب التعاسة ..و إنما الله رسم و حدد لكل واحد طريقا مختلفة عن الآخر ووضع لنا إشارات تشير إلى الطريق الصحيح حتى لا نحيد او نميل محاولين الاتجاه إلى طريق شخص آخر فلكل واحد طريقته و أحواله و ظروفه و شكله ومضمونه ...

والآن إن سألت مرآتك عن أيهما الأجمل فليكن جوابها أنت الأفضل في نظر الله ..فالله يحبك ويميزك عن أي شخص آخر

أذكرونى فى صلواتكم