اسئلة شبابية مجاب عنها ج 4

(13) لا أقبل شكلى ...!

انا فتاة غير مقبولة الشكل أشعر بعدم الرضا عن نفسى ، اخشى ان يؤثر ذلك على امكانية الارتباط الزوجى وقد أدى بى التفكير فى هذا الى مشاعر الإحباط والكآبة المستمرة ... أريد المشورة؟

هذه كما تعلمين خلاصة رسالة طويلة قرأتها ، وسمعت فيها نغمة حزن عميق .. وليتنا هنا نترك الإنفعالات جانباً ، ولنفكر بهدوء وترو...
انت تجدين صعوبة فى قبول الذات بسبب عدم الرضا عن ملامح الوجه ولن اقول لك ألا تهتمى بالجمال الخارجى بل اقول انه بمقدورك ان تصبحى اكثر جمالاً اذ يمكنك ان تطورى احساس الآخرين بجمالك وأظن ان المعلومة التالية سوف تكون لك ذات فائدة خاصة :
غالباً ما يتولد إحساس للناس بجمال شخص ما نتيجة إدراكهم لحضوره الشخصى ككل بالتالى يتأثر تقييمهم لمدى جماله من خلال التفاعل معه ككيان عقلى وجدانى اخلاقى روحى جسدى بآن واحد وليس لمجرد الإعجاب بجمال جزء ما من كيانه .
جمال الجسد إذن كل من الجمال الكلى للشخص ، والذين يهتمون بتنمية قدراتهم العقلية ( بالقراءة والحوار ... إلخ )
واكتساب خبرات التعامل الراقى مع الآخرين ، وتعلم –اتيكيت- العلاقات الانسانية بروح المرح فإنهم فى الواقع يتألقون جمالاً .. كما ان الذين يتدربون على الاهتمام الشخصى بالآخرين ، وابداء مشاعر المحبة المعطاءة تتولد لديهم جاذبية خاصة للآخرين تفوق من هم أكثر جمالاً جسمانياً .
فى العلاقات الشخصية نلاحظ ان الجاذبية اهم من الجمال الجسدى ، وكذلك فى اختيار شريك الحياة ، فكم من شاب يعجب بفتاة لأنه انجذب الى شخصيتها التى تشع حضوراً متميزاً بغض النظر عن شكل الوجه او الجسم بالمقاييس المجردة للجمال .
الأخت العزيزة ... ليتك تسعين الى تطوير شخصيتك وتنمية علاقاتك بالآخرين ولا تنعزلى عن الناس بل تفاعلى معهم واهتمى بحياتك الروحية ، وعندئذ سوف يشع منك حضور متميز اجمل من الجمال.



(14) سقوط القدوة....!

كان خادمى فى مدارس الاحد وكان الكل يشهد له بالتقوى والروحانية ، وأعترف ان لهذا الانسان بصمات واضحة فى حياتى ، فقد عرفت الرب يسوع بتوبة حاسمة على أثر كلماته وارشاده وإذا بى أراه الآن وقد انجرف بتيار العالم وترك الخدمة واهمل حياته الابدية فتجدنى اشعر بإحباط شديد ويكاد يهتز ايمانى لأجل من كام سبباً فى إيمانى فماذا افعل..؟

هل لى ان اضع امامك اخى الحبيب بعض الحقائق الهامة لنفكر فيها معاً ...؟
1- من الذى يحرك الخاطئ للتوبة ، خادم الكلمة ، ام الروح القدس الذى يعمل من خلال الخادم ؟ اذ يستخدمه كطريق يعبر فيه الخاطئ وكقناة يروى من خلالها عطش هذا التائب كى يثبته فى الحياة مع الله .. بالطبع ، ينبغى ان يرتوى الخادم من نفس النهر الذى يمر خلاله الى المخدوم بمعنى ان تكون له حياته الخاصة مع الله فيشبع هو ويشبع معه المخدومين ... ليس الفضل اذن للخادم بل للروح القدس الذى يستخدم الخادم .
2- ان ربنا يسوع المسيح ثابت وباق الى الابد اما البشر فيتغيرون ويتقلبون وينحرفون ويتوبون فالضعف البشرى سمة واضحة فينا جميعاً فإن كنت يا اخى الحبيب قد عرفت المسيح حقاً عن طريق هذا الخادم فلا ينبغى ان تتأثر علاقتك بالله بسبب ابتعاد الخادم عن الله فالخادم ارشدك الى طريق المسيح وعليك ان تنمو فى معرفة المسيح شخصياً بجهاد مستمر سواء استمر خادمك فى الجهاد ام توقف ولكل انسان ظروفه التى يعلمها الله جيداً .
3- وكما ان هناك ضعفاً بشرياً ، فهناك ايضاً نعمة الله المتدفقة علينا باستمرار (رو 5 : 20)
وهى تضمن استمرارنا مع الله ، بشرط التفاعل الدائم مع المسيح والخضوع المستمر لعمل الروح القدس ، والاخلاص والامانة له .. فإذا كان خادمك قد ترك الرب فلماذا تتركه انت ؟
4- ان كان لك ان تفعل خيراً مع هذا الانسان عرفاناً بالجميل فعليك ان تنسكب فى الصلاة بحرارة من اجله فربما كا قد جاهد فى الصلاة من اجلك يوم كان هو مع الرب وكنت انت بعيداً عنه حتى اجتذبك الرب اليه وقد آن الاوان ان تصلى من اجله بإيمان ولجاجة كى ترفعه معك ، وتكونان مرة اخرى فى حضن الرب ، بدلاً من ان تترك انت ايضاً الرب فعليك بالصلاة ثم الصلاة التى تقتدر كثيراً فى فعلها (يع 5 : 16 ) ..... الرب معك.



(15) مشكلتى الفشل ...!

انا طالب جامعى فى العشرين من عمرى .. مشكلتى الفشل ، فقد تكرر رسوبى وانا لا ازال بالسنة الاولى ، وكل زملائى بالسنة الثالثة فشلت كذلك فى اول علاقة عاطفية مع فتاة تقابلت معها فى الكلية ، وتركتنى وحيداً أجتر آلامى ... وحتى فى حياتى الروحية اشعر ان الفشل يلاحقنى فكلما قررت البدء مع الله بأمانة أعود الى حياة الخطيئة ... ماذا افعل ؟

واضح ان الفشل المؤقت الذى تعيشه الآن انما هو دخيل عليك ، فقد اجتزت المرحلة الثانوية بنجاح وقدراتك التحصيلية هى بالتأكيد طبيعية غير ان الشباب كثيراً ما يجتاز ظروفاً نفسية او اجتماعية صعبة وقد يستسلم ولا يقاوم وقد يضيع الهدف ... ربما يواجهه الطالب الجامعى مجتمعاً جديداً واصدقاء جدداً ، وقد يكون اختلاف الحياة الجامعية عن الحياة المدرسية سبباً فى عدم تكيف بعض الشباب.
من الناحية الاخرى فإن الاخفاق الدراسى خاصة فى السنة الاولى من الدراسة الجامعية قد يقابله البعض بروح اليأس وقد يقابله البعض الآخر بإعادة النظر الى اسلوب الإستذكار وتصحيح الإتجاه حتى يتحول الإخفاق الى نجاح.
عليك اخى الحبيب ألا تستسلم لوح الفشل وان تستجمع كل قواك للإنتهاء من هذه السنة الاولى بكل خبراتها السلبية حتى يمكنك ان تبدأ الثانية بعقلية جديدة وذهن مشرق
لأن الله لم يعطنا روح الفشل بل روح القوة والمحبة والنصح (2تى 1 : 7 )
لاشك ان إخفاقك العاطفى فى علاقتك مع الفتاة قد أثر سلبياً على ادائك الدراسى واستهلك منك طاقة نفسية كان بمقدورك استخدامها فى التركيز والاستيعاب هذا بالإضافة الى ان التعلق العاطفى فى هذه المرحلة المبكرة لن يؤدى إلا الى اضاعة الوقت والجهد فهو تعلق سابق لأوانه وربما كان نوعاً من الهروب من الإخفاق الدراسى وهكذا ندور فى حلقة مفرغة .
ربما كان الإخفاق فى الحياة الروحية سبباً جوهرياً فى مشكلتك ، فالابتعاد عن الله يؤدى الى فقدان التوازن ويدفعنا للبحث عن الشبع من مصادر اخرى فيبدأ التوتر والقلق يدخل حياتنا ويضيع من الهدف ويتسرب الفشل الى حياتنا .
من اين تأتى البداية ؟
الانتفاضة الروحية العودة الى حضن المسيح .. سوف يمد يده ويقيمك بقوة عظيمة ثق من ذلك سيهبك سلامه الذى يفوق كل عقل سيمنحك شبعاً روحياً واستقراراً نفسياً يفوق اى شبع مادى او عاطفى سيحررك من قيود الخطية ... عندئذ ينفتح ذهنك وتدرك النجاح.
عليك بالمحاولة الجادة بلا كلل ولا ملل :
فلا نفشل فى عمل الخير لأننا سنحصد فى وقته إن كنا لا نكل (غل 6 :9 )
وهذه كلمات يوحنا الرسول اليك : ايها الحبيب فى كل شىء أروم أن تكون ناجحاً وصحيحاً كما انك نفسك ناجحة (3يو 1 : 2 )

لاحظ الآتى

1- ان حياتنا مزيج من المحاولة والخطأ .. من منا يبلغ النجاح فى كل مرة ؟ إن الإخفاق مدخل الى النجاح لكل من امتلك ارادة حرة ومثابرة وعزم على تحويل الفشل الى نجاح .
2- حدد نقاط فشلك ، واسبابها ... وحاول ان تتلافى هذه الاسباب .
3- لا تستسلم لليأس وتأكد انك بنعمة الله سوف ترتفع فوق الضعف وتدرك النجاح.
4- احتمل معاناة البداية وقاوم احساس الفشل وتقدم خطوة تلو خطوة ، والرب سوف يساندك .
5- نظم وقتك وضع جدولاً زمنياً دراسياً .
6- أبدأ الآن ... والرب معك .