mina gadalla 2 Admin
عدد الرسائل : 483 العمر : 38 الشفيع : البابا كيرلس السادس تاريخ التسجيل : 02/12/2008
| موضوع: غباوة سجين الخميس يناير 22, 2009 9:11 pm | |
| سمع أخنوخ عن الإمبراطور وعظمته وجبروته وأيضاً عن غناه وجماله فأحبه جداً ، وكثيراً ما كان يقتني صورته ليضعها أمامه ويخاطب صاحبها في إجلال وإكبار .
ارتكب اخنوخ جريمة ما دفعت به إلى السجن ، ليعيش في زنزانته يعاني من العزلة والضيق في مرارة . لكنه بقى موالياً للإمبراطور لا حديث له مع السجان أو المسجونين أو الزائرين إلا عنه !
إذ كان الإمبراطور يحب السجين جداً ،اشتاق أن يُسجن عوضاً عنه. فتخفى الإمبراطور مرتدياً زي سجين عِوض الثوب الملوكي والتاج ، طالباً تنفيذ الحكم الصادر ضد أخنوخ فيه .
دخل الإمبراطور الزنزانه بثياب رثة ، ليأكل خبز الضيق ويشرب ماء المرارة ، يعيش بين جدران السجن وسط المساجين الأشقياء ، بينما أنطلق أخنوخ في حرية يخلع الثياب الرخيصة المهينة ، ويرتدي ثياباً فاخرة ، يشارك أسرته واصدقاءه الحرية والحياة .
كم كانت دهشة الكثيرين حين شاهدوا هذا السجين ـ الذي أحبه الإمبراطور ، وسُجن عوضاً عنه ـ يخجل من الإمبراطور ويستهين به ، محتقراً أياه لأنه ارتدي ثياب السجن ، ودخل إلى زنزانته نيابة عنه . لقد كرمه جداً في غيابه وبُعده عنه كجبّارٍ عظيم حيث كان محاطاً بالعظمة الملوكية ، والآن يستخف بحبه !
هذا ما حيّر القديس يوحنا الذهبي الفم الذي روى لنا قصة الجحود هذه إذ رأى اليهود واليونانيين يحتقرون المصلوب من أجلهم ، متذكراً كلمات الرسول بولس : "ونحن نكرز بالمسيح مصلوباً لليهود عثرة ولليونانيين جهاله" (1 كو 1 : 23 ).
لم يكونوا قادرين على قبول حب الله الكلمة وتنازله ليدخل إلى زنزانه حياتهم ، رافعاً إيّاهم إلى حرية مجد أولاد الله.
يبقى الصليب سرّ العشق الإلهي ، يختبره من عرف الحب الإلهي العملي الباذل ، فيرى الله ليس في معزلٍ عنه وإنما يبادره بالحب .
ليصمت فم ذاك الفيلسوف الفرنسي ، سجين القرن العشرين القائل :" أبانا الذي في السماوات ؛ لتبقَ أنت في سماواتك ولنبقى نحن في أرضنا ... ! "
جراحات مجد وقوة !
تبقى سر جمال فائق أبدي ! + صليبك وجراحاتك هي قوة الله للخلاص ، ليست عثرة ، بل كشف عن الحكمة الإلهية ! + صليبك بجراحاته فتح أبواب السماء ، وضمني إلى مصاف السمائيين ! أنعم بالحياة السماوية ، وأشارك السمائيين تسابيحهم وتهليلاتهم ! + على الصليب بسطت يديك المجروحتين ، لتضم الشعب مع الشعوب ، وتقيم من كل الأجناس أعضاء جسدك الواحد ! + صليبك مزق الصك المكتوب ضدي ، فديتني من بنوة إبليس لأصير ابناً لله ، عوض العبودية المرة وهبتني حرية مجد أولاد الله ! + صليبك شهَّر برئيس هذا العالم ، حطّم سلطانه ونزع عنه مملكته ! صرت حراً ، تقيم فيّ ممكلة النور ! قدمت لي برك ، فلا تحطمني الخطية ! وهبتني سلطاناَ ، فلا أخاف قط ! + صليبك العجيب كشف لي عن شخصك الحبيب ! أنت حبي ، يا شهوة قلبي ! أنت حياتي وقيامتي ، يا غالب الموت ! أنت نوري وتسبيحي ، يا مصدر الفرح ! أنت خبز السماء وينبوع المياه الحيه ! أنت قائد نفسي وطريق الحق ، تحميني من الشباك ! نعم ! لأصرخ قائلاً مع الرسول : " أما أنا فحاشا لي أن افتخر إلا بصليب ربنا يسوع " " قد رُسم بينكم يسوع وإياه مصلوباً ! | |
|