mina gadalla 2 Admin
عدد الرسائل : 483 العمر : 38 الشفيع : البابا كيرلس السادس تاريخ التسجيل : 02/12/2008
| موضوع: ذكرى استشهاد مارمينا الثلاثاء نوفمبر 24, 2009 12:08 pm | |
| في هذا اليوم استشهد القديس مينا المُلقب بالأمين المُبارك .
كان والده أودُكسيـس من أهالي نقيوس ووالياً عليها. فحسده أخوه وسعى به عند الملك. فنقله إلى أفريقيا وولاَّهُ عليها، ففرح به أهلها لأنه كان رحوماً خائفاً من الله.
أمَّا أمه إذ لم يكن لها ولد. وذهبت في أحد الأيام إلى الكنيسة في عيد السيدة البتول والدة الإله الكائنة بأتريب، ونظرت الأولاد في الكنيسة بملابسهم النظيفة مع والديهم. فانها تنهدت وبَكت أمام صورة السيدة العذراء متوسلة بها إلى ابنها الحبيب أن يرزقها ولداً. فخرج صوت من الصورة قائلاً: " آمين ". ففرحت بما سمعت وتحققت أنَّ الرب قد استجاب صلاتها. ولما عادت إلى منزلها وأخبرت زوجها بذلك، قال لها: فلتكن إرادة الله. وقد رزقهما الله هذا القديس فأسمياه " مينا " كالصوت الذي سمعته والدته.
ولمَّا نشأ علَّماه الكتابة وهذَّباه بالآداب المسيحية. ولمَّا بلغ من العمر إحدى عشرة سنة توفى والده بشيخوخة صالحة. ثم والدته بعد ثلاث سنين. فكرّس هذا القديس حياته للصوم والصلاة والسلوك المستقيم، حتى أنه من حب الجميع له ولأبيه، أقامـوه مكـان أبيه. ومع هذا فإنَّه لم يتخلَّ عن عبادته.
ولمَّا ارتد دقلديانوس وأصدر أوامره بعبادة الأوثان واستشهد كثيرون على اسم السيد المسيح، ترك هذا القديس ولايته ومضى إلى البريَّة حيث أقام هناك أياماً كثيرة يتعبد لله من كل قلبه.
وذات يوم رأى السَّماء مفتوحة والشهداء يُكلَّلون بأكاليل حسنة، وسمع صوتاً يقول: " مَن تعب على اسم المسيح ينال هذه الأكاليل ". فعاد إلى المدينة التى كان والياً عليها واعترف بِاسم المسيح، فلاطفوه أولاً لعلمهم بشرف أصله وجنسه ووعدوه بعطايا ثمينة، ثم توعَّدوه، وإذ لم ينثنِ عن رأيه أمر القائد بتعذيبه.
ولمَّا عجز عن تحويله عن إيمانه بالمسيح. أرسله إلى أخيه عساه يتمكن من التأثير عليه، ولكنه فشل أيضاً. وأخيراً أمر بقطع رأسه بحد السيف وطرح الجسد في النار وتذرية رماده في الرياح. فلبث الجسد فيها ثلاثة أيام وثلاث ليالٍ لم ينله فساد.
فتقدمت أخته وبذلت أمولاً كثيرة للجند حتى أخذت الجسد ووضعته في فرد ( جوال ) خوص وعزمت على التوجُّه به إلى الإسكندرية كما أوصاها أخوها، فركبت ومعها جسد أخيها إحدى المراكب إلى الإسكندرية.
وقد حدث أثناء سيرهم، أن طلعت عليهم وحوش بحرية لافتراس ركاب المركب. ففزعوا وصرخوا. فصلَّت أخت القديس إلى الله واستشفعت بأخيها. وبينما كان الركاب في فزع واضطراب خرجت نار من الجسد إلى وجوه تلك الوحوش، فغطست لوقتها في الماء، ولمَّا عادت الوحوش إلى الظهور ثانية لحقتها النار أيضاً، فغطست ولم تعُد تظهر بعد.
ولما وصلت المركب إلى مدينة الإسكندرية، خرج أغلب الشعب مع الأب البطريرك وحملوا الجسد الطاهر بكل إكرام واحترام، وادخلوه المدينة باحتفال مهيب وأودعوه في الكنيسة بعدما كفنوه بأكفان غالية.
ولمَّا انقضى زمان الاضطهاد، ظهر ملاك الرب للقديس المكرم البطريرك أثناسيوس الرسولي، وأعلمه بأمر الرب أن يحمل جسد القديس مينا على جمل ويخرجه من المدينة. ولا يدع أحداً يقوده بل يتبعه من بعيد، حتى يقف في المكان الذي يريده الرب، فساروا وراء الجمل حتى وصلوا إلى مكان يُسمى بحيرة بياض بجهة مريوط. وحينئذ سمعوا صوتاً يقول: " هذا هو المكان الذي أراد الرب أن يكون فيه جسد حبيبه مينا ". فأنزلوه ووضعوه في تابوت وجعلوه في بستان جميل وجرت منه عجائب كثيرة.
وحدث بعد ذلك أن ثار أهالي الخمس المدن على البلاد المجاورة للإسكندرية. فتأهب الأهالي للقاء هؤلاء البربر، واختار الوالي أن يأخذ معه جسد القديس مينا ليكون له مُنجِّياً وحصناً منيعاً. فأخذه خفية وببركة هذا القديس تغلب على البربر، وعاد ظافراً منصوراً، وقد صمم الوالي على عدم ارجاع جسد القديس إلى مكانه الأصلي وأراد أخذه إلى الإسكندرية. وفيما هم سائرون مروا في طريقهم على بحيرة بياض مكانه الأصلي، فبرك الجمل الحامل له ولم يبرح مكانه رغم الضرب الكثير، فنقلوه على جمل ثانٍ فلم يتحرك من مكانه أيضاً. فتحقق أن هذا أمر الرب، ثم صنع تابوتاً من الخشب الذي لا يسوس ووضع فيه التابوت الفضة ووضعه في مكانه. وتبارك منه وسافر إلى مدينته.
ولمَّا أراد الرب إظهار جسده المقدس، كان في البرية راعي غنم قد غطس منه يوماً ما خروف أجرب في بركة ماء كانت بجانب المكان الذي به جسد القديس. ثم خرج وتمرَّغ في تراب ذلك المكان فبرئ في الحال. فلما عاين الراعي هذه الأعجوبة بهت وصار يأخذ من تراب ذلك المكان ويسكب عليه الماء ويُلطِّخ به كل خروف أجرب، أو به عاهة فيبرأ في الحال.
وشاع هذا الأمر في كل الأقاليم حتى سمع به ملك القسطنطينية، وكانت له ابنة وحيدة مُصابة بمرض الجذام. فأرسلها أبوها إلى هناك، واستعلمت من الراعي عما تفعل. فأخذت من التراب وبلَّلته بالماء ولطَّخت جسمها ونامت تلك الليلة في ذلك المكان، فرأت في نومها القديس مينا وهو يقول لها: قومي باكراً واحفري في هذا المكان فتجدي جسدي. ولما استيقظت وجدت نفسها قد شُفيت. ولمَّا حفرت في المكان وجدت الجسد المقدس فأرسلت إلى والدها وأعلمته بالأمر ففرح كثيراً وشكر الله ومجَّد اسمه. وأرسل المال والرجال وبنى في ذلك الموضع كنيسة، كُرِّست في اليوم الخامس عشر من شهر بؤونه.
ولمَّا ملك أركاديوس وأنوريوس أمرا أن تُبنى هناك مدينة، وكانت الجماهير تتقاطر إلى تلك الكنيسة يستشفعون بالقديس الطوباوي مينا. وقد شرّفه الله بالآيات والعجائب التى كانت تظهر من جسده الطاهر، ومع دخول العرب مصر اعتدى البعض على المدينة وتهدمت الكنيسة ولم تبق إلا آثارها.
ولمَّا ارتقى غبطة البطريرك البابا الأنبا كيرلس السادس كرسي الكرازة المرقسية، اهتم بإقامة دير كبير في تلك المنطقة بِاسم القديس مارمينا، أنفق عليه مبالغ طائلة، وبالدير كنيستان يزورهما شعب الكرازة المرقسية للتبرك والصلاة. كما اشترى أيضاً مائة فدان وأقام سوراً لإحاطتها. وقد رسم عدداً من الآباء الرهبان الذين نالوا قسطاً وافراً من الثقافة العلمية والدينية.
صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائماً أبدياً. آمين | |
|